الهدية وإن كانت تحمل معنى اقتصاديا مباشرا إلا أنها في الوقت ذاته
تكون بمثابة رسالة رقيقة تحمل في طياتها كثيرا من معاني المودة
والألفة، فهي تساعد على تعميق الروابط الاجتماعية بين الأشخاص
بصفة عامة والأحباء بصفة خاصة، كما أن لها مفتاح السحر في تعميق
الروابط بين الأشخاص وتقوية العلاقات فيما بينهم.
ليس من الضروري أن تكون الهدية باهظة الثمن حتى تكون ذات أثر ومعنى
فقد تكفي زهرة صغيرة أو كلمة حب أو شكر في إزالة كثير من المشاعر
السلبية بين الأشخاص وخاصة الأزواج.
إن الهدية تحمل في طياتها
معاني كثيرة جميلة وكلما كثرت الهدايا بين الأشخاص زادت مشاعر الحب
والمودة والألفة، ولكن تلاحظ خلال السنوات القليلة السابقة إن الصبغة المادية
طغت على الهدية حيث تخلت فكرة الهدية عن المعنى الرومانسي وأصبحت
مجرد دين يتم سداده في المناسبات المختلفة مما يؤدي إلى إرهاق الطرفين.
حيث أصبح الشغل الشاغل لمتلقي الهدية هو كيفية تدبير نفس قيمة الهدية
ليردها فيما بعد إلى صاحبها. وحتى في نطاق الأسرة أخذت الهدية منعطفا
آخر فأصبح على الزوج أو الزوجة منح الهدايا المادية لكل منهم في مناسبتهم
الخاصة ومن لم يفعل يجد نفسه متهما بالبخل أو إن المناسبة التي يحتفلان
بها لم تعد مهمة.
وحتى بين الآباء والأبناء أكدت الأبحاث والدراسات أن الهدايا المادية المتكررة
التي يمنحها الآباء للأبناء يمكن أن تؤدي إلى تحويل الطفل إلى شخصية أنانية
محبة لذاتها وتنمي لدى الطفل حب التملك فتفقده الإحساس بجمال الأشياء التي يمتلكها كما أن تكرار الحافز المادي فقط يجعل الطفل فيما بعد إنسانا مرتشيا.
ولذلك يجب أن يحرص الآباء على منح الأبناء الهدايا المعنوية كالقبلة أو الحضن
لأنها تعكس الإحساس بالحب والتقدير للموقف الإيجابي الذي أتى به الطفل،
ونفس الأمر بين الأزواج فقد تكفي ابتسامة صادقة أو كلمة شكر أو هدية رمزية
ولتكن وردة صغيرة في تفجير المشاعرالإيجابية بين الأزواج.
وحتى بين الأهل والجيران قد تتسبب مكالمة هاتفية تحمل كلمات رقيقة في
إدخال السعادة على صاحب المناسبة وتكون هذه الكلمات أبلغ تعبير عن مشاعر
الحب والود. كما يمكن تبادل الحلويات المصنوعة في المنزل بين الجيران أو الأقارب كتعبيرعن الحب. فالهدايا تجدد الحب وتعمق أواصر المودة والألفة بين الأشخاص وذلك للمعنى الذي تحمله وليس لقيمة الهدية المادية وذلك حتى لا تتحول الهدية الى عبء يرهق الطرفين.
تحياتي
دخول 
أحدث الصور 
22/9/2008, 9:08 pm